بوخاطر الإماراتية تطلق أعمال تطوير مشروع عقاري ضخم في تونس 5 مليارات دولار تكلفة بناء المدينة الرياضية خلال عشر سنوات.

Friday, March 11 2022

image

منح إحياء أحد أبرز المشاريع العقارية المؤجلة في تونس باستثمارات إماراتية مناخ الأعمال دفعة قوية لتدفق رؤوس أموال أجنبية جديدة خلال المرحلة المقبلة في ظل مساعي الحكومة لإزالة كل العقبات أمام الشركات وإعطاء الاقتصاد نفسا جديدا للانتعاش بعد ركود طويل.

تونس - أعطت مجموعة بوخاطر إشارة قوية لعودة الاستثمارات الإماراتية إلى تونس بإعلانها عن استئناف مشروع المدينة الرياضية بالعاصمة التونسية، وهو ما يعد رسالة طمأنة للمستثمرين الأجانب بأن مناخ الاستثمار التونسي عاد إلى الاستقرار مجددا.

وأطلقت المجموعة الإماراتية التي تعمل في مجال الإعمار والتشييد الخميس رسميا أعمال تطوير مشروع “مدينة تونس الرياضية” بعد أن تعثر لسنوات جراء العديد من المشاكل المتداخلة.

ولدى العديد من المتابعين والخبراء قناعة الآن بأن استئناف المجموعة الإماراتية لمشاريعها في تونس يعطي انطباعا جديدا بأن مناخ الأعمال في البلاد يشجع على إطلاق الأعمال دون أي مشاكل، بفضل الاستراتيجية التي بدأت في اتباعها الحكومة الحالية.

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة صلاح بوخاطر خلال مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة التونسية إنه “سيتم إحياء المشروع والمجموعة ستبدأ على الفور العمل في المرحلة الأولى”.

وتبلغ التكاليف التقديرية للمشروع العقاري الضخم خمسة مليارات دولار وهو أول استثمار كبير بالبلاد خلال العشرية الأخيرة. وقد يمهد لإعادة إحياء مشاريع أخرى ظلت حبراعلى ورق منذ عدة سنوات.

ويحظى هذا المشروع باهتمام خاص من قبل الحكومة التونسية لما له من أهمية كبيرة بالنظر إلى قيمة الاستثمارات التي يتضمنها وفرص العمل التي سيحدثها، علاوة على أنه يعطي إشارة للمستثمرين الأجانب بالعودة إلى تونس مرة أخرى.

وسبق للمسؤولين عن المجموعة الإماراتية الإعلان عن استئناف هذا المشروع المتوقف منذ عام 2010 عدة مرات، إلا أن ذلك لم يتم للعديد من الأسباب.

وتسعى تونس لجذب الاستثمارات الأجنبية لدعم اقتصادها الذي تضرر بشدة من الجائحة بعد ركود استمر سنوات عمقت الاضطرابات السياسية من أثره.

ويشمل المشروع أكاديميات رياضية وفنادق وملاعب غولف و49 فيلا كبيرة وفاخرة على مساحة تمتد على نحو 250 هكتارا شمال العاصمة التونسية.

ومن المتوقع أن يوفر المشروع الآلاف من فرص العمل للشباب في البلد الذي يزيد معدل البطالة فيه عن 18 في المئة، وفق ما تشير إليه البيانات الرسمية.

وأوضح بوخاطر أن المشروع الذي سيقام بطريق الضاحية الشمالية للعاصمة سيمنح دفعة للمجال العمراني بالعاصمة وسيراعي الجوانب البيئية. وقال إنه “سيغير وجه تونس العاصمة”.

واستعرض رئيس المجموعة، التي تتخذ من إمارة دبي مقرا لها، العراقيل المعترضة للمشروع الذي جرى الاتفاق عليه مع السلطات التونسية قبل 14 عاما.

وقال إن “أهم المشاكل التي واجهت المشروع تمثل بالأزمة المالية العالمية عام 2009 ثم الثورة التونسية وتعاقب الحكومات والعمليات الإرهابية التي عاشتها تونس بعد الثورة”.

وأكد أن “كل هذه العراقيل حالت دون التقدم في إنجاز المشروع، على اعتبار أن مناخ الاستثمار غير ملائم”.

صلاح بوخاطر: مشروع المدينة الرياضية سيغير وجه العاصمة تونس

وسبق أن سعت حكومة يوسف الشاهد لإحياء المشروع. وقال الرئيس التنفيذي السابق للمجموعة عبدالرحمن بوخاطر أثناء زيارته إلى تونس في مارس 2017 إن “استئناف إنجاز المدينة الرياضية سينطلق في غضون ستة أشهر”.

لكن الوضع مختلف اليوم حيث أكد الرئيس التنفيذي لفرع المجموعة بتونس عفيف البجاوي في المؤتمر الصحافي أنه تم “وضع مخطط مدروس لتجاوز المشاكل والعراقيل التي حدثت سابقا”.

ومن المتوقع إنجاز المرحلة الأولى من المشروع وتشمل ملاعب ومرافق رياضية وسكنية في العام 2026 والمرحلة الثانية التي تضم مدينة أعمال بحلول عام 2028 أما المرحلة الثالثة فتشمل فنادق ومرافق ترفيه، ويتوقع إنجازها في 2031.

وأكد البجاوي أن “المواعيد المحددة لتنفيذ المشروع بمراحله المختلفة مشروطة بتنفيذ السلطات التونسية التزاماتها” مع المجموعة.

وهذا الأمر نفسه الذي أكده رئيس المجموعة حين قال إن “السقف الزمني المحدد لإنجاز المشروع يتوقف على التسهيلات التي ستقدمها الدولة التونسية”، مضيفا أن “الشركة تحصلت حتى الآن على 90 في المئة من الموافقات اللازمة”.

ومشروع “مدينة تونس الرياضية”، الذي عرض في عام 2008، هو من بين استثمارات أخرى ضخمة لشركات إماراتية تعثرت إبان الفوضى التي شهدتها تونس في 2011.

ولكن حكومة نجلاء بودن التي تولت مهامها بعد إعلان الرئيس قيس سعيد الصيف الماضي تدابير استثنائية تضمنت تجميد نشاط البرلمان تمهيدا لإصلاحات سياسية، تجري مفاوضات لإعادة إحياء هذه المشاريع في مسعى لإنعاش الاقتصاد العليل.

ووقعت تونس في عهد بن علي مع شركة سماء دبي لإنشاء مدينة “باب المتوسط” على ضفاف بحيرة بالضاحية الجنوبية للعاصمة، وهو أضخم استثمار خارجي على الإطلاق بكلفة قدرت بنحو 14 مليار دولار، لكنه لم ينفذ.وكانت المجموعة الإماراتية دبي القابضة المتخصصة في الاستثمارات العقارية قد أعلنت في 2015 أنها ستستأنف المشروع، لكن لحد الآن لم تظهر مؤشرات توحي بعودة المشروع إلى النشاط.

https://www.alarab.co.uk/%D8%A8%D9%88%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%B6%D8%AE%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3



Newsletter